زائر زائر
| موضوع: ايها الربيع ترفق الخميس مايو 08, 2008 10:35 am | |
| [center]أحبائى أعضاء المنتدى , هذه قصة رومانسية قرأتها وأعجبتنى
فأحببت أن أنقلها لكم ... وأتمنى أن تنال إعجابكم .....
*********************** ( أيها الربيع ... ترفق ) قصة فى رسالة
( 1 )
يا صديقى ....
سألتنى مرارا أن أفتح لك قلبى , وأكشف ما فيه .. لكننى طالما ترددت
كنت أشفق أن يثير الحديث كوامن الذكرى , وينكأ جرحا لم يندمل...
أو لعلنى كنت أسيرا لهذا الطبع الغالب الذى مازال يلازمنى, هذه
" الحاسة " العجيبة التى تجعلنى لا أجرؤ على أن أبوح بلسانى ,
لأعز إنسان , بما أجرؤ أن أبوح به على الورق , لأى إنسان.
فهل ترانى أكاشفك اليوم بسرى , لأن سفرك يتيح لى فرصة المكاشفة
الصامتة , بالمراسلة , وأنا آمن من كل حرج... من كل دمعة فى صوتى
أو دمعة فى عينى ؟
أو أنى أطلق اليوم سرى , الذى يجثم على صدرى لأنى أريد أن أستريح
من همى ... ولأن السر المكتوم يرهق المحبين كما يرهق المجرمين ؟!
أو أن هناك شيئا آخر غامضا , هو الذى يهيب بى اليوم أن أريق
عواطفى لك ... أو لأى كائن كان ؟
أغلب ظنى أنه هذا الصباح الجميل الذى يغلبنى على كتمانى الطويل.
لقد صحوت مع الفجر منذ قليل , ففتحت نافذتى لأتلقى على كفى نداه,
كما يتلقى العابد نفحات السماء , فإذا بى أرى الدنيا قد إغتسلت بالمطر
من برد الشتاء الطويل ... وأنسام الربيع العبقة قد بدأت تترقرق فى
الجو , وتنفث فى الهواء سحرها وعطرها .
ويلى من الربيع ... إننى أمقته , بقدر ما يرق نسيمه وتتضوع أزهاره
إنه يزرع فى النفوس بلبلة موجعة , وقلقا مبهما , وشغفا حنونا .....
ثم يجىء أوان الحصاد , فلا يحصد منا إلا ... أنينا .. ودمعا , لعله
أغلى - وأقسى ! - من الدم !
أتعرف من الذين يستمتعون بالربيع ؟... إنهم ذوو القلوب الجامدة
التى تحسن اللهو والخداع . لكن هناك ياصديقى قلوبا مرهفة , يرهقها
الحنان , والحنين ... كهذا السرب من الفتيات اليافعات اللواتى يخطرن
الآن أمام نافذتى فى ثياب المدارس . هذه الوجوه التى " كانت " متوردة
فى بداية الربيع , ما الذى خطف لونها , وكساها بدل النضرة صفرة
وشحوبا ؟ .... إنه الربيع الآثم .. إننى أعرفه , وأعرف سرهن جميعا
معه , باحت لى به إحداهن ... واحدة مثلهن , ذات وجه شاحب حزين ..
لن يبرح خيالى ! :
:
:
|
|