يُقال ومن الحب ماقتل , ذكرنا في الحلقة السابقة إن ( المتحالفين ) على الزواج فيما بينهم وقد لايكتب لهم التوفيق ولاتتم فرحتهم بموافقة ألأهل عندها - وهم المتحالفين ولا يجوز كسر الحلف " القسم " – ولأنهم عشاق ( عاشكَين ) يفكرون في كيفية أتمام زواجهم وبكل ثمن حتى لو أدى الى قتلهم وللأسف كانت هناك حوادث من هذا القبيل ولهذا السبب , في أحدى المرات كنت في زيارة الى مدينة الصدر في بغداد وفي الصباح الباكر سمعنا عدة أطلاقات نارية وعندها خرجنا مفزوعين في ذلك الزمان في السبعينات لم تكن مثل هذا الزمان التعيس خرجنا من أسرتنا الى الشارع وأذا برجل نعرفه قد نزح َ من محافظة العمارة ميسان الى بغداد منذ 25 سنة وكانت معه فقط أمرأته وعرفنا فيما بعد أنه كان متنكرا ً بأسم غير أسمه وغير أسم عشيرته ,, المهم لقد رأينا الرجل مطروح على ألأرض مقتول وعند رأسه ( يهوسون ) بعض الرجال ويقولون ( هذا اليوم الجنه أنريده ) أي كنا ننتظر هذا اليوم بفارغ الصبر لأننا أخذنا ثأرنا منه لأنه أخذ بنت عمنا وأختنا رغم أنوفنا ,, هكذا سردو القصة بكل برود وبعدها بساعة تقريبا ً أتت الشرطة وأقتادهم الى المركز وبعد مدة حكم عليهم ستة أشهر لاغير وتسمى هذه المحكومية بالعراق آنذاك بمحكومية ( رد الشرف ) .
هذه قصة قصيرة على أمثال تلك الزيجات التي تحدث على هذه الشاكلة .
وقلنا قد يلتجأون ( العشاكَ ) الى أحد العشائر أو ويدخلو عليهم ويسمى الرجل عندها ب ( الدخيل ) أو ( ذاب جريش ) وبمعنى آخر لآجئ أجتماعي ولو كان المعنى ألأخير ينطبق على غير الهاربين ( الناهب ) و ( الناهبة ) مثل المهاجر الى عشيرة بعيدة عن عشيرته أو يكون قد ( كسر العصة مع عشيرته ) أي أنه قد خرج من عشيرته ولا يدين لهم بشئ وكذلك العكس صحيح ,, عندها يعيش مع هذه العشيرة الجديدة لفترة من الزمن وقد تطول أو تقصر حسب الضروف المعيشية وألأجتماعية الجديدة التي تحيط به وبعائلته .
وتتوسط هذه العشيرة عند عشيرة البنت للأصلاح وفي الغالب لايوفقون الى الصلح لأنها قضية شرفبالنسبة لهم ولكنهم يعطو ألأمان له مادام عند هذه العشيرة وفي ديارها ولكن لو غادر أرضي تلك العشيرة فهو مهدور الدم , وهنا لاتتعرض عشيرة الزوج ( العاشك َ ) الى أي تهديد أو ضغوط أو أعتداء من عشيرة البنت ( العاشكَة ) ,, ألا أن حياته تظل في خطر وتوجس وخيفة من الغدر والقتل من عشيرة زوجته ,, ولكن هذا ليس القانون الساري في كل العشائر , هناك عشائرلا تحترم هذه ( الدخلة ) ويعطو ( عطوة ) مدة من الزمن الى العشيرة التي أعطت حق اللجوء ألأجتماعي ( الدخلة ) ومعنا ذلك عليكم أخراج هذا الرجل وزوجته من دياركم خلال مدة شهر أو أكثر بقليل ويخرج المغضوب عليه وعلى زوجته الى ديار أخرى بحثا ً عن أمان ٍ ضائع ,, وشاهدت رجل في أربيل عندما كنت في العسكرية وهو من البصرة وقال لي لقد أصبح لي في أربيل 35 سنة وله 7 أولاد وبنتين من زوجته التي هرب بها من البصرة ولم يتمكنو لحد ذلك الوقت من التعرف عليه وكان لايفشي بسره إلا للقليل من الأصدقاء الخلص وذلك لمساعدته لو أرادت عشيرة البنت من البحث عليهم عندها يكون واجب الذي يعرف السر ,,طبعا ً بعد أن يعلم أن أُناس يبحثون عن ذلك الرجل عندها يكون من واجبه أن يعطيهم معلومات خاطئة ويرسلهم الى محافظة أخرى حفاظا ًعلى حياة صديقه وحياة عائلته .
والى حلقة مقبلة أن شاء الله تعالى .