يشهد فندق شيراتون هليوبوليس في الثاني عشر من فبراير الجاري إقامة مزاد كبير لمقتنيات الفنانة الراحلة سعاد حسنى. وتنقل محـطة تليفزيون A.R.T على الهواء مباشرة مزاد السندريللا الذي يتوقع أن يحضره حشد كبير من الفنانين والفنانات ورجال الأعمال المصريين والعرب. ويقام المزاد بناء على اتفاق بين ورثة سعاد حسنى عقدوه على يد عاصم قنديل المحامى، وحصلت "صوت الأمة " على صورة منه ويعلن فيه الورثة رغبتهم " في المساهمة بالعائد الناتج عن التصرف في الملابس الخاصة بالفنانة الراحلة في أعمال الخير تحقيقا لرغبتهم ورغبة الفنانة الراحلة ".
وتتوزع تركة سعاد حسنى- حسب إعلام الوراثة الشرعي الذي حصلت " صوت الأمة " على صورة منه- بين زوجها السينارست ماهر عواد و يستحق نصف تركتها فرضا ، وأختها الشقيقة كوثر محمد حسنى وتستحق نصف تركتها فرضا، ، واخوتها لأمها جيهان وجانجاه وجلى وجهير، وجاسر عبد المنعم حافظ الذين يستحقون ثلث، تركتها فرضا.
وتلبى إقامة المزاد رغبة الفنانة سعاد حسنى، وعزمها على إقامة مستشفى خاص لصالح الفنانين، خاصة الذين يعتزلون لكبر سنهم أو الذين تنحسر عنهم الأضواء. وتقول سماء فرغلى التي كان والدها ووالدتها من المقربين إلى الفنانة الراحلة : " كانت سعاد حسنى تريد أن تعوض حرمانها من عدم الإنجاب، بعد أن فقدت جنينها الوحيد من المخرج على بدرخان أثناء تصوير فيلم " شفيقة ومتولى "، ولذلك كانت تنوى إقامة مستشفى للفنانين تخصص فيه قسما للأطفال . وتضيف سماء فرغلى: " من هنا لم يكن غريبا أن يتم التبرع بقيمة مقتنياتها لصالح مستشفى سرطان الأطفال 57357، و لو كانت سعاد حسنى على قيد الحياة لكانت قد فعلت ذلك بنفسها وقد سبق لها، عندما كانت في لندن، أن تبرعت لإحدى الجمعيات التي ترعى الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة. فقد اتصلت بأختها جانجاه وطلبت منها إخراج فستان مثلت به أحد أفلامها وتعديله إذا كان يحتاج لذلك والتبرع بقيمته عند بيعه في المزاد لصالح تلك الجمعية ".
مقتنيات السندريللا التي يعرضها المزاد تتجاوز 35 قطعة ما بين سيارتها BMW
موديل 1986 و جهازي أورج أحدهما صغير والآخر كبير كانت تحب العزف عليهما، ونظارتها الـ Ray Ban الأخيرة التي كانت ترتديها منذ إصابتها بالعصـب السابع في وجهها، وساعة يدها و بالطو " منك " وانسامل فرنسي وصندوق بامبو كانت تضع فيه سيناريوهات أفلامها وخطابا وكارت معايدة بخط يدها لوالدتها في عيد الأم ، وصورة بورتريه بالفحم لها، بالإضافة إلى العديد من الإكسسوارات الشخصية وفساتين أفلامها ومن أشهرها " خلى بالك من زوزو " ، " شفيقة و متولى " ، " أميرة حبى انا " " المتوحشة " و مسلسل " هو و هى " ..
ومن أشهر المقتنيات التي ستعرض في المزاد في جلابية عليها صورة لاعب الأهلي السابق محمود الخطيب كانت قد ظهرت بها في مسلسل هو وهى، وقد أعلن الخطيب أنه سيزايد عليها بنفسه في المزاد ويتم الآن البحث عن السيناريوهات الخاصة بأشهر أفلامها، والتى كانت تذاكرها بنفسها وتكتب تعليقاتها عليها قبل البدء في تمثيلها بالإضافة لآخر فستان حضرت به حفلة عامة و هو الذي استلمت به جائزة مهرجان الإسكندرية الدولي عن فيلم " الراعى والنساء " و الغريب في لموضوع أنها لم تكن تمتلك أية مجوهرات أو أشياء ذات قيمة سوى الكتب والمتعلقات الشخصية وأعرب العديد من فناني مصر عن استعدادهم للمشاركة في المزاد الذي يعد أخر احتفاء بالفنانة الكبيرة وأكدت أثار الحكيم أن مشاركتها في المزاد هي " أقل واجب تجاه الفنانة الكبيرة التي ظلمناها في حياتها و قالت الفنانة حنان ترك انه يكفيها شرفا أن تحضرمثل هذا المزاد وأنها على أتم الاستعداد لتقديم أي شئ لأنجاحه حتى لو قامت بمسح الترابيزات وأضافت أنها ستقوم بنفسها باستقبال الضيوف لأن هذا أقل ما يمكن تقديمة لسعاد حسنى أما صديقة عمرها زيزى فقالت أنها ستنزل بنفسها لصالة المزاد لحث الناس على التبرع لصالح المستشفى الذي سيكون صدقة جارية على روح سعاد حسنى وأضافت أنها تقوم بنفسها الآن بدعوة كبار رجال الأعمال وكبار الدبلوماسيين في السفارات العربية وأكدت زيزى مصطفى أن فستان فيلم " خللى بالك من زوزو " كان من أعز الأشياء عندها وأن سعاد كانت تقول : " أنا زوزو مش سعاد ".
و يقام على هامش المزاد حفل يشارك فية الفنانون نادية مصطفى، ذكرى، فاطمة عيد، محمد فؤاد، والمطرب الخليجي خالد السعد الذي يقـدم أغنية خاصة عن سعاد حسنى، ويحضر الحفل يسرا، ليلى علوي، محمود حميدة، طارق علام، رجاء الجداوى، سميرة أحمد وغيرهم من الفنانين.
ويعد مستشفى سرطان الأطفال " 57357 " موقعا على الإنترنت عن مقتنيات السندريلا يتضمن صورا لها وسردا لتاريخها كما يخصص جناحا باسم سعاد حسنى تخليدا لذكراها.
تخليد سعاد حسنى على هذا النحو هو امتداد لأسلوب حياتها، وسعيها الدائم إلى فعل الخير، حتى عندما انحسرت ثروتها وغابت عنها الأضواء، ولا ينسى رجال الجمارك والعاملون في مطار القاهرة هذا المشهد عندما وقفت السندريللا عاجزة عن سداد الرسوم الجمركية التي قدرتها الجمارك للحقائب التي بحوزتها.. فلم تجد أمامها سوى البكاء ليس على العجز عن سداد الرسوم فقط ولكن لتهرب نجوم الوسط الفنى منها. وكانت سعاد حسنى قد وصلت إلى مطار القاهرة في 17 فبراير 1993 بعد رحلة علاج طويلة بلندن.. وكانت مازالت تعانى من البدانة الشديدة وترتدى نظارة سوداء لإخفاء معالم وجهها لدرجة أن رجال الجمارك لم يتعرفوا عليها في بادئ الأمر، ولم يجذب الانتباه إليها سوى حقائبها الكثيرة التي بلغ عددها 40 حقيبة وعند دخولها للدائرة الجمركية طلب منها المأمور الدخول من الخط الأحمر لكثرة الحقائب.. ولم يتعرف عليها سوى من جواز السفر، فاستدعى رئيس الوردية الذى سألها عن سر تلك الحقائب فأجابت بأنها تحتوى على ملابسها والمتعلقات الشخصية والأدوات التى استخدمتها خلال رحلة العلاج والتى استمرت خمسة شهور بخلاف بعض الملابس القديمة والتى أرسلها المصريون أن أصدقائها فى لندن لبعض الأسر الفقيرة التى ترعاها.. ولم يصدق رجل الجمرك تلك الرواية فقدر الرسوم الجمركية بـ 0019 جنيه. كان المبلغ محرجا للسندريللا فقالت بخجل " أسفة لا يوجد معى أى نقود، فقد نفدت كل أموالى خلال فترة العلاج على الأطباء والفنادق "، وبالطبع لم يصدق أحد أن سندريللا الشاشة لا تملك أى نقود بعد مشوارها الفنى الحافل. خاصة أنها لم تحاول التهديد بالاتصال بفلان أو علان كما يفعل البعض، أو الدلال كما تفعل بعض نجمات الفن وكل ما طلبته الاتصال ببعض الزملاء والزميلات من نجوم الفن للتدبير المبلغ المطلوب على سبيل السلفة وتوالت اتصالاتها، واعتذر النجوم الكبار الذين يتباكون عليها الآن تباعا.. ففلان فى التصوير، وعلانة مشغولة الآن وأخرى تنكر وجودها.. والفنانة الوحيدة التى لم تنكر نفسها هى ليلى علوى لكنها اعتذرت لعدم وجود المبلغ بحوزتها فى ذلك الوقت، وتكرر الأمر نفسه مع صلاح السعدنى، ولكنهما وعدا بتدبير المبلغ فى اليوم التالى.
وقتها بكت سعاد حسنى، ولم يجد رجال الجمرك أمامهم سوى حصر المتعلقات ليكتشفوا أن الحقائب لا تحتوى بالفعل إلا على بعض الهدايا القليلة والملابس القديمة مما يؤكد رواية السندريللا بأنها للفقراء.. وأمام الموقف تم تخفيض المبلغ الى الف جنيه فقط احتراما لسمو أخلاق الفنانة الكبيرة التى كلفت نفسها حمل هذا الكم من الحقائب لإسعاد الأطفال الفقراء ، ورغم ذلك لم تستطع سداد المبلغ لكنها وعدت بتدبيره فى اليوم التالى